على مرّ شهورٍ عديدة، حث سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI المصنّعة لـ ChatGPT، المشرعين في جميع أنحاء العالم على صياغة لوائح تنظيمية جديدة لضبط التكنولوجيا الناشئة.

ففي بداية شهر مايو، قدم ألتمان شهادةً أمام جلسة استماعٍ "تاريخية" في مجلس الشيوخ الأمريكي، والتي فيها تم التركيز على فهم التهديدات المحتملة التي يمكن أن تشكلها نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية وكيفية التعامل معها من قِبل صناع السياسات.

كما أمضى ألتمان الأسابيع الأخيرة وهو يقوم بجولةٍ في جميع أنحاء أوروبا لمناقشة التكنولوجيا الناشئة مع القادة السياسيين ومستخدمي الذكاء الاصطناعي ومطوريه. 

والآن، سينتقل ألتمان خلال جولته العالمية لاستكشاف مجال الذكاء الاصطناعي إلى الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تشمل زيارته إسرائيل والأردن.

وقد تم الإعلان عن زيارة ألتمان إلى الشرق الأوسط في بدايةِ شهر مارس، وستتضمن الجولة زيارة الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI مركز البحث والتطوير التابع لشركة Microsoft Israel، وحضوره حدثاً في جامعة تل أبيب.

منذ فترةٍ طويلة، تمكنت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من إثبات نفسها كمركزٍ هامٍ للتقنيات المتقدمة والناشئة، بما في ذلك مجال الذكاء الاصطناعي. ووفقًا لبرايس ووترهاوس كوبرز، من المتوقع أن يصل التأثير الاقتصادي لهذه التكنولوجيا في المنطقة إلى 320 مليار دولار بحلول عام 2030.

ففي شهر تشرين الثاني/نوفمبر، تم الكشف عن استراتيجية الذكاء الاصطناعي وخارطة الطريق التي وضعتها وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية واللجنة الاقتصادية والاجتماعية.وتعد هذه الخطة الخمسية منصةً توجيهيةً تهدف إلى تطوير نظامٍ بيئيٍّ قوي في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعتمد على مشاريعٍ محددةٍ تتمتع برؤية واضحة بشأن كيفية تعزيز هذا القطاع في البلاد.

كما كشف وزير شؤون التعليم، أحمد الهناندة، العام الماضي أن الوكالة تسعى إلى تدريب 30 ألف شخص في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوفير حوالي 20 دورة تدريبية ذات صلة بالابتكار في تقنيات الذكاء الاصطناعي.

مقالات ذات صلة: صندوق الثروة السيادية القطري يقود جولة تمويل بقيمة 250 مليون دولار لتمويل شركة الذكاء الاصطناعي Builder.ai

وفي حين لم يتم الكشف عن تفاصيلٍ أكثر حول المناقشات والاجتماعات التي ستجرى خلال حضور سام ألتمان الحدث الذي سيجري في الأردن، إلا أن ظهوره السابق في مؤتمراتٍ مختلفة سلط الضوء على المحادثات المتعلقة باللوائح التنظيمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، وتطرق إلى المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن تقدم التكنولوجيا في هذا المجال.

وفي 26 مايو، تمكن المُتحدث بإسم الذكاء الاصطناعي من تبديد المخاوف المتعلقة بقدرة ChatGPT على "سرقة" الوظائف على خشبة المسرح في باريس، حيث قال:

"لم أتمكن أبداً من تصديق الفكرة التي تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيقودنا نحو مستقبلٍ يخلو من الوظائف"

وعلى الرغم من ذلك، يبقى للذكاء الاصطناعي القدرة على دفع البلدان حول العالم نحو الإسراع لإقامة لوائح تنظيمية مناسبة لتطوير التكنولوجيا الناشئة. فمثلاً، يعمل الاتحاد الأوروبي حالياً على تطوير أول مجموعة قواعد تنظم الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي.

وتنص المسودة على ضرورة قيام كافة الشركات التي تنشر أدواتاً مدعومةً بالذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، بالكشف عن أي موادٍ محميةٍ بحقوق النشر تُستخدم في تطوير منتجاتها.

وبالإضافة إلى ما سبق، فإن السعي نحو توفير ChatGPT في أكبر عددٍ مُمكن من الدول كان أحد أهم الأهداف التي بُنيت عليها رحلة ألتمان حول العالم. ففي وقت سابقٍ من شهر مايو، تم إطلاق تطبيق ChatGPT على أجهزة iPhone في الولايات المتحدة بعد إطلاقه في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وثماني دول أخرى.

وقد أصبح روبوت المحادثة ChatGPT، والذي تم إطلاقه في نوفمبر، التطبيق الأسرع نمواً في التاريخ، حيث وصل إلى 100 مليون مُستخدم شهرياً، وفقاً لدراسة أجرتها UBS.