توقفت الشركات العامة التي تحتفظ بالبيتكوين والإيثيريوم إلى حدّ كبير عن شراء المزيد من الأصول المشفّرة منذ انهيار السوق في أوائل أكتوبر، في إشارة إلى تراجع الثقة المؤسسية مؤخرًا.
قال ديفيد دوونغ، رئيس الأبحاث الاستثمارية في Coinbase Institutional، يوم الأحد:
“شركات الخزائن الرقمية (DATs) التي تشتري بيتكوين قد اختفت تقريبًا بعد تراجع 10 أكتوبر ولم تعد إلى السوق بعد.”
وأضاف:
“على مدى الأسبوعين الماضيين، انخفضت مشتريات البيتكوين من قبل شركات DAT إلى مستويات شبه متدنية لعام 2025، ولم تشهد أي تعافٍ ملحوظ حتى في أيام الصعود.”
يشير هذا التباطؤ في الشراء إلى حذر واسع في القطاع، إذ بدأت قيم العديد من شركات الخزائن المشفّرة تقترب من القيمة الفعلية لأصولها، في حين تراجعت أسعار أسهمها بعد موجة الارتفاعات الضخمة السابقة.
فقدت البيتكوين 9% من قيمتها بين 10 و11 أكتوبر، حيث انخفضت من نحو 121,500 دولار إلى ما دون 110,500 دولار، ثم وصلت هذا الشهر إلى أدنى مستوياتها عند 105,000 دولار قبل أن تتعافى جزئيًا إلى 114,250 دولارًا، لتستقر خلال الساعات الماضية دون تغيّر يُذكر.
BitMine تواصل الشراء رغم التراجع
أوضح دوونغ أن التراجع في وتيرة شراء البيتكوين من قبل الشركات يعدّ مهمًا لأنها عادة ما تكون من كبار المستثمرين الذين يمتلكون رؤوس أموال ضخمة، مضيفًا أن انسحابها منذ 10 أكتوبر يعكس ضعفًا في الثقة.
“يبين هذا التباطؤ أن كبار اللاعبين في السوق باتوا أكثر حذرًا بعد تصفية الرافعة المالية، حتى عند مستويات الدعم الحالية”، أضاف دوونغ.
وأشار إلى أن شركة BitMine Immersion Technologies، وهي شركة خزينة مخصّصة للإيثيريوم (ETH)، كانت الجهة الوحيدة التي واصلت الشراء بثبات منذ تراجع السوق، إذ أنفقت أكثر من 1.9 مليار دولار منذ 10 أكتوبر لشراء نحو 483,000 عملة إيثيريوم.
وكانت الإيثيريوم قد تراجعت جنبًا إلى جنب مع البيتكوين في وقت سابق من الشهر، منخفضةً بأكثر من 15% إلى 3,686 دولارًا بين 10 و11 أكتوبر، لكنها تعافت لاحقًا إلى حوالي 4,130 دولارًا.
وأضاف دوونغ أن عمليات BitMine، إلى جانب مساهمات محدودة من صناديق أخرى، ساهمت في إبقاء إجمالي مشتريات شركات خزائن الإيثيريوم إيجابيًا خلال الأيام السبعة الماضية.
ومع ذلك، حذّر دوونغ من أنه إذا تباطأت BitMine أو أوقفت الشراء، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع الطلب المؤسسي الظاهر على السوق، مضيفًا:
“نعتقد أن هذا يستدعي تموضعًا أكثر حذرًا على المدى القصير، إذ يبدو السوق أكثر هشاشة عندما تبتعد أكبر الميزانيات المؤسسية عن التداول.”