أطلقت منصة بينانس، إحدى أكبر بورصات العملات الرقمية في العالم، خدماتها في سوريا، لتُصبح من أولى منصات التداول التي تبدأ العمل في البلاد بعد تخفيف العقوبات الأمريكية والأوروبية في مايو.

وبحسب إعلان الشركة يوم الخميس، أصبح بإمكان سكان سوريا الآن الوصول إلى منصة بينانس وتداول الأصول الرقمية مثل بيتكوين (BTC).

ويأتي الإطلاق بعد قرار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في 23 مايو برفع العقوبات عن سوريا، تلاه إعلان الاتحاد الأوروبي عن رفع جميع القيود الاقتصادية المفروضة على البلاد.

An excerpt from Binance’s announcement on launch in Syria on Thursday. Source: Binance

وجاء في بيان بينانس: "تماشيًا مع العقوبات المطبقة سابقًا، لم تكن المنصة تقدم خدماتها للمستخدمين في سوريا"، مضيفة أن سوريا لم تعد تُصنّف كدولة محظورة ضمن شروط الاستخدام بعد التحديث الأخير المرتبط بتخفيف العقوبات.

خدمات التداول الفوري والمباشر والعقود الآجلة متاحة بعد إتمام التحقق

توفر بينانس في سوريا إطلاقًا كاملًا للخدمة، ما يتيح للمستخدمين تداول أكثر من 300 عملة رقمية، من بينها بيتكوين، ريبل (XRP)، دوجكوين (DOGE)، شيبا إينو (SHIB)، تون كوين (TON) وبيتكوين كاش (BCH).

وتشمل الخدمات المتوفرة التداول الفوري، والتداول من نظير إلى نظير (P2P)، وتداول العقود الآجلة، وبرامج Binance Earn، وتتاح جميع هذه الخدمات فقط بعد إتمام إجراءات التحقق من الهوية (KYC)، وفقًا لما ذكرته Binance MENA في إعلان على منصة X.

United States, Syria, Binance, Sanctions, Policyالمصدر: Binance MENA

كما سيتمكن المستخدمون في سوريا من استخدام Binance Pay لإرسال واستلام الحوالات المالية عبر الحدود بسهولة، إلى جانب الوصول إلى محتوى تعليمي مخصص باللغة العربية.

الصراع المستمر في سوريا يعزز الاهتمام بالعملات الرقمية

يأتي إطلاق بينانس في سوريا في ظل استمرار الصراع الداخلي في البلاد عقب سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024.

ويُعتقد أن عدم الاستقرار الاقتصادي الطويل الأمد في سوريا والنزاع الأهلي قد ساهما في تعزيز الاهتمام بالعملات الرقمية، لا سيما مع ارتفاع معدلات التضخم وزيادة عدد الأشخاص الذين لا يمتلكون حسابات مصرفية.

وفي عام 2021، صُنفت سوريا ضمن أعلى 10 دول في العالم من حيث حجم البحث عن العملات الرقمية، وفقًا لدراسة أجرتها TradingView، إلى جانب مناطق نزاع أخرى مثل ليبيا وفلسطين.

أعلى 10 دول في العالم من حيث حجم البحث عن العملات الرقيمة (النسبة من إجمالي التساؤلات على TradingVeiw) المصدر: The Fintech Times

وبحسب بيانات صندوق النقد الدولي، بلغ عدد سكان سوريا 21.4 مليون نسمة في عام 2010، مع نصيب فردي من الناتج المحلي الإجمالي يُقدر بنحو 2,810 دولارات. وتشير بعض التقديرات إلى أن ما يصل إلى 13 مليون شخص من أصول سورية يعيشون خارج البلاد بحلول عام 2016.

وقد تواصلت Cointelegraph مع بينانس للحصول على تعليق، لكنها لم تتلق ردًا حتى وقت النشر.