قال مات هوغان، رئيس الاستثمار في شركة Bitwise، إن على البنوك الأميركية أن تمنح عملاءها مكافآت وعوائد أفضل لجذبهم والحفاظ عليهم بدلاً من التذمّر من التهديد الذي تطرحه العملات المستقرة على أرباحها.

وكتب هوغان على منصة X يوم الثلاثاء:
"إذا كانت البنوك المحلية قلقة من المنافسة القادمة من العملات المستقرة، فعليها أن تدفع فوائد أعلى على الودائع".

وأضاف أن قلق البنوك نابع من كونها "أساءت استغلال المودعين كمصدر مجاني لرأس المال لعقود طويلة".

تأتي تصريحات هوغان بعد أن زعمت سيتي (Citi) الشهر الماضي أن العملات المستقرة المدرّة للعوائد قد تؤدي إلى موجة من سحوبات الودائع من البنوك، وفي وقت تكثّف فيه البنوك الأميركية جهودها في الضغط على الكونغرس لتشديد القوانين المتعلقة بالعملات المستقرة خصوصاً فيما يتعلق بدفع العوائد.

هوغان ينتقد "التفكير السطحي"

رداً على تقرير نشرته بلومبرغ يوم الاثنين تناول موضوع دفع رواتب العمال بالعملات المستقرة وتأثير ذلك المحتمل على البنوك، قال هوغان إن "المقالات التي تُحذر من تدمير العملات المستقرة لأسواق الإقراض المحلية سخيفة".

وأشار تقرير بلومبرغ إلى أن البنوك المجتمعية والإقليمية الأصغر تواجه تهديداً تنافسياً جديداً من العملات المستقرة لأنها تعتمد على ودائع العملاء للإقراض، بخلاف البنوك الكبرى التي يمكنها الوصول إلى أسواق التمويل بالجملة.

كما قارَن التقرير العملات المستقرة المدرّة للعوائد بظهور صناديق أسواق المال في سبعينيات القرن الماضي، والتي وفرت بديلاً بعائد أعلى من الحسابات الادخارية التقليدية، ما أدى حينها إلى موجة سحوبات من البنوك.

وأضاف هوغان أن التكهنات حول جفاف الائتمان إذا ما سُمح للعملات المستقرة بالتنافس مع البنوك تمثل "مثالاً كلاسيكياً على التفكير السطحي".

وأوضح أن البنوك قد توفر قروضاً أقل إذا تراجعت ودائعها، لكن حاملي العملات المستقرة سيقومون بتوفير الائتمان مباشرةً للمقترضين عبر تطبيقات التمويل اللامركزي.

وقال:
"الخاسر هنا هو هوامش أرباح البنوك. الفائز هو المدخر الفردي. أما الاقتصاد فسيكون بخير".

عوائد العملات المستقرة تتفوق على الحسابات الادخارية

تقدم بعض العملات المستقرة عوائد تصل إلى 5% على الودائع في بعض منصات الكريبتو، وهو معدل أكثر جاذبية بكثير من متوسط معدل الفائدة على الحسابات الادخارية في الولايات المتحدة البالغ فقط 0.6%، وأعلى حتى من أفضل الحسابات المصرفية مرتفعة العائد التي تقدم نحو 4%، وفقاً لبيانات Bankrate.

وعند احتساب التضخم والرسوم المصرفية، غالباً ما يخسر المستهلكون أموالاً إذا تركوا مدخراتهم في البنك لفترات طويلة من دون أي عائد يُذكر.

أعلى الحسابات المصرفية الأميركية عائداً تقدم معدلاً أدنى مقارنة بمعظم العملات المستقرة.

أعلى الحسابات المصرفية الأميركية عائداً تقدم معدل فائدة أقل مقارنة بمعظم العملات المستقرة. المصدر: Bankrate

ويقول مؤيدو العملات المستقرة إن هذه العملات تقدم مزايا إضافية تتفوق بها على البنوك، مثل سرعات معاملات أعلى بتكلفة أقل، ومن دون رسوم على الاحتفاظ.

البنوك تضغط ضد عوائد العملات المستقرة

في الشهر الماضي، كثفت البنوك جهود الضغط لمنع مُصدري العملات المستقرة من تقديم عوائد، مدعية أن هناك "ثغرة" في قانون تنظيم العملات المستقرة الأميركي GENIUS Act.

وردّت صناعة الكريبتو على مخاوف البنوك، محذرة من أن تعديل التشريعات سيصب في مصلحة البنوك التقليدية بينما سيُعيق الابتكار ويُقلص خيارات المستهلكين.