تم إصدار تقرير أكاديمي بعنوان "نظرة أولية على التعدين الخفي القائم على المتصفح"، يناقش التاريخ والإطار الأخلاقي للتعدين الخفي، في السابع من مارس من قبل باحثين من جامعة كونكورديا. ويركز التقرير على "كوينهايف"، وهو برنامج تعدين مونيرو على المتصفح من نوع جافا سكريبت، نظرًا لإطلاقه المبكر واستخدامه على نطاقٍ واسع.

ويسعى التقرير الذي تم نشره في IEEE Security & Privacy حول ورشة عمل بلوكتشين في كلية لندن الجامعية (UCL) من قبل الباحثين شايان إسكنداري وأندرياس ليوتساراكوس وتروي مورش وجيريمي كلارك، إلى الإجابة على السؤال الأخلاقي حول إذا ما كان ينبغي اعتبار التعدين الخفي "هجومًا أم فرصة للاستثمار".

وكتب الباحثون أن العالم قد شهد في الآونة الأخيرة "تجديدًا للتعدين المرتكز على المتصفحات". وقد تم استبدال هذه الممارسة في البداية بالتعدين باستخدام رقائق "أسيك"، حيث أصبح تعدين بيتكوين (BTC) أكثر كثافة في استخدام الطاقة وبالتالي أصبح مكلفًا، ولكنه عاد للأضواء من جديد بعد ظهور العملات الرقمية "المقاومة لشرائح أسيك".

ولم يكن "كوينهايف"، الذي تم إطلاقه في عام ٢٠١٧ لتعدين العملة البديلة مونيرو المقاومة لشرائح أسيك، يتطلب في البداية موافقة قبل تشغيل شفرة التعدين، مما أدى إلى استخدامه "بشكل خبيث"، ونتيجة لذلك تمت إضافته إلى قوائم البرامج الضارة.

وباستخدام محرك البحث PublicWWW، وجد التقرير أن أكثر من ٣٠٠٠٠ موقع تستخدم حاليًا نص كوينهايف، وهو ما يمثل ٩٢٪ من جميع مواقع الويب التي تستخدم نصوص جافا سكريبت لتعدين العملات الرقمية.

ويرى التقرير أن تعدين العملات الرقمية من متصفح والذي يبدأه مشرف موقع لا يطلب الحصول على موافقة المستخدم يعتبر "إساءة استخدام غير مرئية".  وقد أبرزت "شوتايم" هذا في سبتمبر من العام الماضي (٢٠١٧) عندما كانت تقوم بتشغيل برنامج كوينهايف بشكلٍ سري على اثنين من مواقع الويب المرتبطة بها. وفي أعقاب الاكتشاف، وعدت "كوينهايف" أن تطلب من المستخدمين الموافقة قبل التعدين بقوة المعالجة الخاصة بهم.

Pic

وردًا على الشركات التي تمنع عمل نص "كوينهايف" نظرًا لارتباطه بالاستخدام "الخبيث"، أضافت "كوينهايف" خدمة تسمى Authedmine، والتي تتطلب من المستخدم الموافقة على التعدين عبر متصفحه.

ووفقًا للتقرير، تبقى المشاكل الأخلاقية حتى عندما يوافق المستخدم طواعية على استخدام وحدة المعالجة المركزية الخاصة به في التعدين، حيث أن المستخدم قد لا يفهم بشكل كامل ما يقوم بالموافقة عليه. فعلى الرغم من أن المستخدمين قد يستفيدون من عدم ظهور الإعلانات أو تدفق الفيديو عالي الجودة على الموقع، إلا أنهم قد يجدوا أنفسهم عالقين مع "فواتير طاقة عالية، إلى جانب التدهور المتسارع للأجهزة، وأداء النظام البطيء، وتجربة الويب الضعيفة".

وفي الآونة الأخيرة، كان "كوينهايف" مرتبطًا بشركة "المصرية للاتصالات"، التي تردد أنها تتلاعب سرًا بحركة نقل بيانات مستخدمي الإنترنت المصريين لإعادة توجيههم إلى مواقع تحتوي على نصوص لتعدين العملات الرقمية.