ما زال السباق نحو تطوير الذكاء العام الاصطناعي (AGI) طويلًا، وفقًا لباحثين في شركة Apple الذين وجدوا أن النماذج الرائدة في الذكاء الاصطناعي لا تزال تُعاني من مشكلات في الاستدلال والتفكير المنطقي.

في ورقة بحثية نُشرت في يونيو بعنوان "وهم التفكير" (The Illusion of Thinking)، أشار باحثو Apple إلى أن التحديثات الأخيرة على نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) مثل ChatGPT من OpenAI وClaude من Anthropic قد تضمنت نماذج استدلال كبيرة (LRMs)، لكن قدراتها الجوهرية وخصائص توسعها وحدودها "لا تزال غير مفهومة بشكل كافٍ".

وأوضح الباحثون أن التقييمات الحالية تركز بشكل أساسي على المعايير الرياضية والبرمجية المعروفة، والتي تقيّم دقة الإجابة النهائية فقط، لكنها لا تعكس القدرات الحقيقية للنماذج في مجال الاستدلال.

اختبار نماذج "التفكير" من Apple

قام فريق Apple بتطوير مجموعة من ألعاب الألغاز لاختبار نسخ "تفكير" و"غير تفكير" من Chatbots مثل Claude Sonnet وo3-mini وo1 من OpenAI وDeepSeek-R1 وV3، وذلك لتقييمها بما يتجاوز المعايير الرياضية التقليدية.

واكتشف الباحثون أن "نماذج الاستدلال المتقدمة تنهار تمامًا من حيث الدقة عند الوصول إلى مستويات معينة من التعقيد"، وأنها لا تُعمّم الاستدلال بشكل فعّال، وتفقد تفوقها مع زيادة مستوى التحدي، بعكس ما يُتوقع من نماذج الذكاء العام الاصطناعي.

وقالوا: "وجدنا أن هذه النماذج تعاني من محدودية في الحساب الدقيق؛ فهي تفشل في استخدام خوارزميات واضحة وتستدل بشكل غير متسق عبر الألغاز المختلفة".

Apple

التحقق من الإجابات النهائية ومسارات التفكير الوسيطة (المخطط العلوي)، ومخططات تُظهر أن النماذج غير المعتمدة على التفكير أكثر دقة في المهام ذات التعقيد المنخفض (المخططات السفلية). المصدر: قسم أبحاث تعلم الآلة في Apple.

تشخيص مفرط واستدلال سطحي

أظهرت الدراسة أن النماذج غالبًا ما تبدأ بإجابات صحيحة، لكنها تنحرف لاحقًا نحو منطق خاطئ — وهو ما وصفوه بـ"الاستغراق في التفكير" أو "overthinking".

وخلص الباحثون إلى أن نماذج الاستدلال الكبيرة لا تزال تقلّد أنماط التفكير ولا تستوعبها فعليًا أو تُعمّمها، وهو ما لا يرقى إلى مستوى الاستدلال الفعلي للذكاء العام الاصطناعي.

وأضافوا: "هذه النتائج تتحدى الفرضيات السائدة بشأن قدرات هذه النماذج وتقترح أن المناهج الحالية قد تواجه حواجز جوهرية أمام تطوير استدلال يمكن تعميمه."

 

Appleرسم توضيحي لبيئات الأحجية الأربع. المصدر: Apple

السباق نحو الذكاء العام الاصطناعي

يُعد الذكاء العام الاصطناعي (AGI) الغاية القصوى لتطوير الذكاء الاصطناعي وهي المرحلة التي يتمكن فيها النظام من التفكير المنطقي والتعلم واتخاذ القرار على غرار الإنسان.

وفي يناير الماضي، قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، إن الشركة "باتت أقرب من أي وقت مضى إلى بناء ذكاء عام اصطناعي"، مضيفًا: "نحن واثقون الآن من أننا نعرف كيف نبني AGI كما فهمناه تقليديًا".

وفي نوفمبر، قال داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، إن AGI قد يتفوق على الذكاء البشري في غضون سنة أو سنتين، مضيفًا: "إذا نظرنا ببساطة إلى معدل تطور القدرات، يبدو أن الوصول إليه سيكون بحلول 2026 أو 2027".