خلال الجلسةِ الأخيرة التي عقدها المنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان "مستقبل المال"، أعرب الخبير الاقتصادي ورئيس قسم الاقتصاد في معهد بروكينغز، البروفيسور "إشوار براساد" ،(Eswar Prasad) عن مخاوفه بشأن السيطرة المُحتملة التي من الممكن أن تمارسها الحكومات على العملات الرقمية للبنك المركزي (CBDCs).

سلط براساد الضوء على الطريقة التي صُممت بها العملات الرقمية الصادرة عن البنك المركزي، والتي من الممكن أن تمنح الحكومات صلاحياتٍ إضافية، مثل فرض القيود على شراء بعض المنتجات غير المرغوبة، بما في ذلك الأسلحة النارية والذخيرة والمخدرات، الأمر الذي ينتج عنه دفع النظام المالي الجديد نحو المزيد من المركزية عوضاً عن اللامركزية.

في خطابه، تحدث براساد عن التطور التاريخي للمال، وناقش أيضاً مستقبله والغرض الأساسي منه "كوسيلة لنقل القيمة عبر الزمان والمكان." وبالنظر إلى ذلك، جادل براساد بأن العملات المشفرة، مثل البيتكوين، قد فشلت في أن تكون وسيلةً فعالة لتبادل القيمة "بسبب تقلباتها الشديدة وندرتها".

وعلى عكس ذلك، أقر براساد بأن العملات المستقرة المدعومة بالعملات الورقية قد تركت بصمتها بالفعل على القطاع المالي، إلا أن وجودها مرهون بوجود العملات الورقية التقليدية.

ووفقاً لما قاله الخبير الإقتصادي، فإن العملات الرقمية الصادرة عن البنك المركزي يُمكن أن تسد الفجوة بين العملات المشفرة والعملات المستقرة، إلا أن تدابير السلامة الإضافية التي تتسم بها هذه العملات قد تخلق نظاماُ مركزياً جديداً يحمل العيوب ذاتها التي سعت الدول إلى التخلص منها من خلال رقمنة القطاع المالي.

مقالات ذات صلة: بنك الاحتياطي الهندي: العملات المستقرة تدعمُ اقتصاداتِ دولٍ على حساب دولٍ أٌخرى

 وفي سياقٍ مُشابه، ادعى مُطورٍ مختصٌّ بتكنولوجيا البلوكتشين، أنه تمكن من عكس الرمز البرمجي للعملة الرقمية التجريبية (CBDC) التي من المُفترض أن يطلقها البنك المركزي البرازيلي واكتشف عدةً خصائصٍ ينطوي عليها الرمز، والتي من شأنها أن تُمكّن السلطات من تجميد الحسابات وإلغاء تجميدها، بالإضافة إلى تعديل الأرصدة وتحويلها بين العناوين المُختلفة، مما أثار مخاوف مجتمع العملات المشفرة من إمكانية سماح العملة الرقمية الصادرة عن البنك المركزي للسلطات بانتهاك حرية المُستخدمين المالية وتعريض خصوصيتهم للخطر.