أصبحت "تيثر" محط الأنظار وسط تراجع كبير في سوق العملات الرقمية.

حيث شهدت أعلى ٥٠ عملة رقمية تصحيحات ضخمة في الأسعار الأسبوع الماضي، والتي بلغت ذروتها في الثاني من فبراير. وقد انخفضت القيمة السوقية الإجمالية إلى ما يزيد قليلًا عن ٤٠٠ مليار دولار في وقت كتابة هذا التقرير - وسط حالة من عدم اليقين في جميع المجالات.  وما كاد أن يُحجب، ولكن لم ينسى، هو الأخبار حول تلقي "بيتفينكس" جنبًا إلى جنب مع "تيثر" لأوامر استدعاء من الجهات التنظيمية بالولايات المتحدة في ديسمبر، والتي كانت أعينهم نصب البورصات والعملات الرقمية.

ويعتبر هذا في حد ذاته أمرًا مفهومًا، ولكن خبراء المجال قد أثاروا مخاوف على مدى الأشهر القليلة الماضية فيما يتعلق بزيادة المعروض من "تيثر" والتي ارتبطت بموجات ارتفاع في السوق. وقد هددت بيتفينكس، وهي أكبر بورصة في العالم، باتخاذ إجراءات قانونية للأطراف التي اتهمت البورصة بسوء السلوك.

والسبب في الادعاء يمكن التنبؤ به تمامًا. حيث تقوم "بيتفينكس" بإصدار توكنات "تيثر" التي يتم إصدارها للدولار الأمريكي استنادً إلى نسبة ١:١.  وبعبارات بسيطة، تم اتهام "بيتفينكس" بعدم امتلاك احتياطيات من الدولارات بنسبة ١:١ لإصدار توكنات "تيثر".

والمشكلة هي أنه نظرًا لأن توكن "تيثر" الواحد يساوي دولار واحد، فقد تم استخدامه لشراء العملات الرقمية الأخرى بسبب قيمته القياسية. وقد تكلل هذا باقتراحات بأن سعر بيتكوين وغيرها من العملات الرقمية قد تضخم لأن الناس كانوا يشترون العملات الرقمية باستخدام "تيثر" وليس الدولار الأمريكي الفعلي. فإذا لم يكن لدى "بيتفينكس" احتياطي متساوي من الدولارات لدعم كمية توكنات "تيثر" الموجودة، فإن الأمور يمكن أن تنتهي بشكل سيء.

ووفقًا لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز"، قال جوي كروغ، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بانتيرا كابيتال، إنه قد تم إصدار توكنات "تيثر" خلال موجات الارتفاع الأخيرة في السوق.

"لقد أصبح هذا يثير المزيد والمزيد من القلق، لأنه في كل مرة انخفضت الأسواق، كنت قد رأيت نفس الشيء يحدث. ويمكن أن يعني ذلك أن الكثير من موجة الارتفاع التي شهدها كلٌ من ديسمبر ويناير قد لا تكون حقيقية".

وكان موقع "كوينتيليغراف" قد أفاد في نوفمبر ٢٠١٧ أن "تيثر" قد شهدت زيادة بنسبة ١٠ في المئة في العرض خلال عام واحد، مما أدى إلى انتشار الحيرة حول كيفية قيام الشركة وراء "بيتفينكس" و"تيثر" بزيادة قيمتها خلال هذه الفترة القصيرة من الزمن. وقد زعمت شركة "تيتثر" سابقًا أنها تمتلك احتياطي يبلغ ٢,٢ مليار دولار، مع عرض أرقام تدعم ادعاءاتها على صفحة سجل الشفافية الخاصة بها على الإنترنت. وفي نهاية المطاف استأجرت "تيثر" فريدمان إل إل بي لإجراء عملية تدقيق لوضع حد للمخاوف حول شرعية احتياطياتها.

وبسبب تعقيد الأمور، اندلعت الأنباء هذا الأسبوع أن العلاقة بين شركة "تيثر" و"شركة التدقيق" قد وصلت إلى نهايتها - وليس من الواضح ما الذي أدى إلى انهيار هذه العلاقة. والأهم من ذلك أنه لا توجد أي أخبار حول ما وجدته فريدمان إل إل بي خلال التدقيق.

لن يكون احتمال انهيار "تيثر" كارثيًا، حسب قول مؤسس لايتكوين "تشارلي لي"

وقد قام "تشارلي لي"، مؤسس لايتكوين، بنشر نظرة ثاقبة على تويتر تُعالج الحالة الراهنة المحيطة بشركة "تيثر".

وقال لي إن حقيقة استمرار إصدار توكنات "تيثر" (USDT) بعد أن أصدرت لجنة تداول السلع الآجلة أمر استدعاءها في ديسمبر ٢٠١٧ هو علامة جيدة. لكنه حذر من أنه إذا ما اتضح عدم وجود احتياطي كافٍ من الدولارات لدعم توكنات "تيثر"، فسوف ينهار سعر التوكن تمامًا. ولكن الأهم من ذلك هو اعتقاد "لي" أن هذه النتيجة المحتملة لن يكون لها تأثير مباشر على بيتكوين وبقية سوق العملات الرقمية.