أعلنت أبجداو عبر صفحتها على تويتر عن إطلاق النسخة الأولى من أول قاموس عربي لمصطلحات البلوكتشين في الثالث من شهر حزيران للعام 2023، تحت اسم "AbjaDAO" أبجداو.

وبحسب ما ذكره القائمون على المشروع الجديد في حفل الإطلاق، فقد جاءت مبادرة قاموس أبجداو العربي لترجمة مصطلحات البلوكتشين، من أجل توحيد جهود الترجمة المبعثرة، وتوفير مرجعٍ موّحد وشامل أمام الكُتاب العرب والمترجمين الذين ينقلون المعارِف إلى العربية.

حيث أخبر عمار حسن، ممثل مبادرة تكسير في أبجداو، أن الحلول التي يقدمها قاموس أبجداو، تتمثل في وقف التشتت الذي تشهدُه الترجمة فيما يتعلق بمصطلحات البلوكتشين والويب 3.0، إضافةً إلى تحسين أداء محركات البحث وتوحيد النتائج الظاهرة للمستخدم، وكذلك معالجة ارتفاع تكلفة إنتاج المحتوى في مجال البلوكتشين والويب 3.0.

وأشار حسن إلى أن قاموس أبجداو في نسخته الأولى، يوفر ترجمة وتعريف 600 مصطلحٍ في قطاع البلوكتشين والعملات الرقمية، بشكلٍ أولي.

وتابع حسن قائلاً: من الصعب جداً الاعتماد فقط على المصادر الأجنبية أو أدوات الترجمة على الإنترنت، كونها لا توفر ترجماتٍ دقيقةٍ ومعبرةٍ باللغة العربية، حيث يعتبر مجال البلوكتشين حديث، ولا توجد كلمات مُعربة مسبقاً يمكن الاعتماد عليها، كما أن تعدد لهجات العرب، تجعل من المهم خلق ترجمة موحدة، تمثل مرجعاً موحداً للجميع.

كما يرى حسن أن توحيد جهود الترجمة مهمة للحكومات والمؤسسات الأكاديمية والإعلامية، حيث يتوقع أن يتم توسع تبني استخدام تكنولوجيا البلوكتشين في العالم العربي، وعليه ستلجأ الحكومات إلى وضع قوانين ولوائح تنظم الجهود في المجتمع المالي، حينها ستصبح الحاجة ضرورية إلى توفر مصطلحات موحدة، وواضحة أمام الجميع.

وفي نفس الوقت، يشير حسن أن المؤسسات الأكاديمية تنتج أبحاثها باللغة العربية، فمن المهم الاعتماد على قاموس يوفر تراجم ومصطلحات موحدة، تساعد في تطوير العملية الأكاديمية والبحثية في مجال تقنية البلوكتشين.

كما ويؤكد حسن على أهمية قاموس أبجداو للأفراد الذين يسعون لتثقيف أنفسهم في مجال البلوكتشين، حيث سيوفر عليهم الوقت والجهد وسيسرع من عملية التعلم.

تقول إيمان حراوي، مُترجمة سابقة في موقع ايثيريوم ومطورة لشبكات البلوكتشين، واصفةً تجربتها في العمل أثناء الترجمة والنقل إلى العربية عن تقنية البلوكتشين والويب 3.0:

"لم يكن هناك توحيداً في الكلمات المعربة والمستخدمة عند الترجمة إلى العربية، حيث وجدت ترجمات مختلفة لنفس المصطلح على الإنترنت، وهذا يعيق ويشتت القارىء والباحث العربي، مثلا، نجد كلمة (ايثريوم) بياءٍ واحدة، وأخرى (ايثيريوم) بيائين."

وتضيف حواري قائلة:

"إن هذه التراجم المختلفة لنفس المفهوم تجعل من الصعب الوصول إلى نتائج دقيقة، عند البحث عبر محركات البحث للقارئ والباحث العربي."

وفي هذا الشأن أضاف حسن، هناك الكثير من مصطلحات البلوكتشين المُختلفة على الإنترنت عند النقل إلى العربية، مثلا، NFT، نجدها تارة مكتوبة على شكل (ان اف تي)، ومرة أخرى مكتوبة (رموز غير قابلة للاستبدال)، ومرة ثالثة على شكل (إن إف تي) باستخدام الهمزات.

ومن وجهة نظره، يعتبر ذلك أداءً غير احترافيّ، ويضعف أداء وجودة المحتوى العربي على الإنترنت، في مجال البلوكتشين والعملات الرقمية.

ومن جهته صرح ياسر الزيات، مصمم منهجية العمل على قاموس أبجداو، ومؤسس فريق دوكستريم، إحدى المؤسسات المشاركة في تطوير قاموس أبجداو أنه تم وضع منهجية عمل تهدف إلى إنشاء قاموس عربي شامل وقابل للتوسع، ويمثل مرجعاً لغوياً رئيسياً للباحثين في مجال البلوكتشين والعملات الرقمية.

كما أضاف قائلاً:

"لقد استغرق العمل على القاموس عاماً كاملاً، حيث بدأنا العمل في حزيران 2022، وعملنا من خلال ثلاث مراحل عملية، والي اشتملت على البحث وجمع البيانات والتعريفات، وتم في هذه المرحلة إطلاق مقدمة المشروع الأولى. وتلاها بعد ذلك إنشاء قاعدة البيانات وفق تصنيفات محددة. وأخيراً، عُقدت 10 ورش عملٍ بحثيةٍ مع مؤسساتٍ متخصصة"

وأضاف أن المؤسسات المشاركة في ورش العمل البحثية، جمعت خلفيات متعددة من الجانب التقني واللغوي والبحثي، وهي:

1. دوكستريم، متخصصة في الخدمات اللغوية.

2. تكسير، مبادرة اتصال وبحث لتسهيل تبني استخدام البلوكتشين في العالم العربي.

3. زي فاي- ZeFi، مختصة بتعليم كل ما يتعلق في تكنولوجيا البلوكتشين والعملات الرقمية.

4. العرب × بلوكتشين، مختصة في تطوير تقنية البلوكتشين.

وأشار الزيات أيضاً، إلى أن القاموس يوفر المصطلح باللغة الإنجليزية، وشرحه، وتعريبه باللغة العربية، كما يُتيح للجميع التعليق على أي مصطلح، وإضافة ملاحظاته على الترجمة من أجل تحسين وتطوير القاموس.

المصدر: قاموس أبجداو

وفي هذا الشأن تحدث حسن عن خطة القائمين على قاموس أبجداو، والتي تضمنت عقد جلساتِ لمراجعة المحتوى كل ستة أشهر بهدف التحديث والتطوير، وإضافة المزيد من مصطلحات البلوكتشين.

ومن جهته أشار م. أشرف الأسطل، الخبير في التكنولوجيا المالية، إلى أن الويب 3.0 يوفر فرصاً أوسع لتطوير المحتوى العربي من خلال المنظمات والمنصات اللامركزية.

وأضاف أن توحيد مصطلحات البلوكتشين والويب 3.0 سيعمل بالتأكيد على مساعدة كُتاب المحتوى على دخول مجال صناعة المحتوى في الويب 3.0 بثقةٍ أكبر، وهذا سيشكل فارقاً كبيراً في جميع المجالات ومنها مجال التكنولوجيا المالية في عالمنا العربي.